المغرب ونيجيريا يعلنان تأسيس شركة لتنفيذ أنبوب الغاز الأطلسي

مشروع استراتيجي بـ25 مليار دولار يعزز أمن الطاقة الإفريقي

0

الرباط | برق المغرب 24

أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، عن خطوة استراتيجية جديدة تمثلت في تأسيس شركة مغربية-نيجيرية مشتركة مخصصة لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، أحد أكبر المشاريع الطاقية في تاريخ القارة السمراء. وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع نحو 25 مليار دولار، وفق ما نقلته منصة “هسبريس”.

وأشارت الوزيرة إلى أن العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات القانونية والتقنية الضرورية، تمهيدًا لاتخاذ القرار الاستثماري النهائي قبل نهاية العام 2025، ما سيمهد الطريق لانطلاق أعمال التنفيذ الفعلية لهذا المشروع العملاق.

مشروع أنبوب الغاز الأطلسي: تحالف استراتيجي بين الرباط وأبوجا

يعد مشروع أنبوب الغاز الأطلسي حجر الزاوية في التعاون الاقتصادي بين المغرب ونيجيريا، حيث يهدف إلى نقل الغاز النيجيري عبر أكثر من عشر دول أفريقية، وصولاً إلى الأراضي المغربية ومنها إلى أوروبا. وقد تم توقيع عدة اتفاقيات منذ عام 2016، غير أن الإعلان عن تأسيس شركة تنفيذية يمثل تحولاً حاسمًا في مسار المشروع من مرحلة التصور إلى مرحلة التطبيق العملي.

وسيمتد الأنبوب، بحسب المخططات الأولية، لمسافة تفوق 5,600 كيلومتر، مارًا بدول غرب إفريقيا، بما يعزز البنية التحتية الإقليمية، ويزيد من تكامل الأسواق الطاقية، ويحول القارة إلى محور رئيسي في إمدادات الغاز العالمية، في وقت تشهد فيه أوروبا تحولات عميقة في مصادر الطاقة بسبب المتغيرات الجيوسياسية.

أبعاد اقتصادية وجيوسياسية: المغرب مركز طاقي إقليمي

من شأن هذا المشروع أن يعزز موقع المغرب كمركز إقليمي للطاقة، لا سيما في ظل توجهه نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز البنية التحتية ذات الطابع الاستراتيجي. كما يفتح المشروع آفاقاً واعدة أمام الدول الأفريقية الممرّة للأنبوب من حيث تطوير شبكات الكهرباء، وتقليل الاعتماد على الخشب والوقود التقليدي، وتحقيق تنمية مستدامة.

إضافة إلى البعد الاقتصادي، فإن المشروع يحمل دلالات جيوسياسية عميقة، حيث يسعى المغرب إلى لعب دور الوسيط الموثوق في تأمين إمدادات الطاقة نحو أوروبا.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم الطموحات الكبيرة، تواجه عملية تنفيذ مشروع أنبوب الغاز الأطلسي تحديات مالية ولوجستية وسياسية معقدة، تتعلق بتأمين التمويل الكامل وضمان استقرار الدول الممرّة، إضافة إلى التنسيق مع الشركاء الأوروبيين الذين يعولون على هذا الأنبوب كمصدر بديل للغاز في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

وأكدت وزيرة الطاقة المغربية أن القرار النهائي بشأن الاستثمار سيتم اتخاذه قبل نهاية 2025، ليبدأ بذلك فصل جديد من التعاون جنوب-جنوب ويُكتب تاريخ جديد للطاقة في إفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.