المغرب يقتحم نادي الكبار: ضمن أكبر 5 مصدرين للأسمدة في العالم

المغرب يعزز حضوره العالمي بصادرات قياسية في قطاع الأسمدة

0

الرباط | برق المغرب 24

في تطور اقتصادي لافت يعكس نجاح السياسات الصناعية المغربية، كشفت تقارير دولية عن تصدر المغرب قائمة أكبر مصدري الأسمدة عالميًا، محتلاً المرتبة الخامسة إلى جانب أربع قوى اقتصادية كبرى، هي روسيا والصين وكندا والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا التقدم وسط تحولات عالمية في سوق الزراعة والأمن الغذائي، حيث أصبحت الأسمدة عنصرًا استراتيجيًا في صراعات النفوذ والتنمية.

المغرب يعزز حضوره العالمي بصادرات قياسية في قطاع الأسمدة

أفادت البيانات الصادرة عن جهات متخصصة في التجارة الدولية أن المغرب حقق صادرات بلغت 5.2 مليارات دولار أمريكي من الأسمدة خلال عام 2024، ليحتل المرتبة الخامسة عالميًا. ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى امتلاك المغرب لأكبر احتياطات الفوسفات في العالم، وإلى البنية الصناعية المتطورة التي شيدها حول هذه الثروة بقيادة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP).

وبحسب المحللين، فإن النجاحات المتتالية للمغرب في هذا القطاع جاءت نتيجة استراتيجية دقيقة شملت توسيع رقعة الإنتاج والتكرير والتصدير، وإنشاء شراكات دولية طويلة الأمد مع الأسواق النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

الأسمدة: من مورد زراعي إلى ورقة نفوذ جيوسياسي

تزامن تقدم المغرب في قائمة كبار المصدرين مع تحولات عميقة في السوق العالمية للأسمدة، حيث جاءت روسيا في المرتبة الأولى بصادرات تجاوزت 13 مليار دولار، مستفيدة من هيمنتها على صادرات النترات والبوتاس. تلتها الصين بـ8.5 مليارات دولار، ثم كندا بـ6.7 مليارات دولار، والاتحاد الأوروبي بـ6.6 مليارات دولار.

وقد سلطت الحرب الروسية الأوكرانية الضوء على الأهمية الحيوية للأسمدة، باعتبارها مدخلاً أساسياً في معادلة الأمن الغذائي. وظهر المغرب كقوة ناعمة جديدة، توفر بديلاً موثوقاً ومستداماً للكثير من الدول النامية التي تعاني من اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.

شراكات استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي

إضافة إلى صادراته الضخمة، عمل المغرب خلال السنوات الأخيرة على توطيد شراكات تنموية مع العديد من دول الجنوب، خصوصًا في إفريقيا. فبالإضافة إلى بيع الأسمدة، ساهم المغرب في بناء مصانع ومراكز توزيع إقليمية، ونقل الخبرات الزراعية، ما يعكس رؤيته بأن تصدير الأسمدة ليس فقط تجارة، بل وسيلة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.

وتتجه الأنظار اليوم إلى مشاريع المغرب المستقبلية، خصوصًا مع استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة والمياه، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام تحول المملكة إلى مركز صناعي وزراعي إقليمي.

 

بفضل الرؤية الاستراتيجية والسياسات الصناعية الرائدة، أصبح المغرب اليوم أحد الفاعلين الكبار في سوق الأسمدة العالمية. ومع استمرار الأزمات المناخية والاقتصادية، يبرز المغرب كنموذج عربي وإفريقي للنجاح الاقتصادي المبني على الموارد المحلية والشراكات الدولية، مما يفتح الباب أمام دور أكبر في ضمان استقرار الأمن الغذائي العالمي خلال العقود القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.